يخبرنا التاريخ عن ودية العلاقة بين إثيوبيا والسودان أما مصر فلم تكن يوماً صديقاً للشعب السوداني.

 يخبرنا التاريخ عن ودية العلاقة بين إثيوبيا والسودان أما مصر فلم تكن يوماً صديقاً للشعب السوداني.
– بقلم الصحفي الإثيوبي : #سلام_مولوجيتا
ظلت مصر لأكثر من مائة عام تؤثر على السودان بشكل مباشر أو غير مباشر، تطعنه من الخلف وتنهب ثرواته وتستولي على أراضيه وتعزله عن العالم.
ففي عهد الاستعمار وحينما كانت الدول الإفريقية تدعم بعضها من أجل الانعتاق من عبء الاستعمار وازاحته كانت مصر و بالاشتراك مع بريطانيا تستغل أهل السودان وتمارس ضدهم كل أنواع الاضطهاد عبر النظام الأنجلو-مصري وقد ضحى السودانيون في تلك الحقبة بكل شيء وتعرضت هويتهم للتشويه وصودرت مواردهم و تأثروا مادياً ومعنوياً وتزعزع فخرهم الوطني وأصبحوا أسرى داخل وطنهم فقد تحولت مصر إلى مستعمر لهم.
وحتى بعد الاستقلال لم تحترم مصر إرادة الشعب السوداني فقد سارعت إلى دعم الانقلابات في السودان وقامت بإيواء ودعم المتمردين و قامت كذلك باحتلال أراضٍ سودانية و دفعت لأن يكون السودان في حالة اضطراب طيلة ٦٠ سنة.
لم تكن مصر في يوم من الأيام جاراً جيداً للسودان بل كانت عدواً.
يشترك البلدان في حدود طولها 1200 كيلومتر كما أن هناك اكثر من 2،5 مليون نسمة بالقرب من الحدود بين البلدين.
احتلت مصر منطقة حلايب الغنية بالمعادن، ففيها مايقدر ب 700،000 طن من المغنيسيوم وكذلك النفط والغاز الطبيعي،والمنطقة الآن تحت سيطرة القوات المصرية.
أوجد الغزو المصري لتلك المنطقة حالة من عدم الاستقرار فيها كما أن القرار المصري بإغلاق الحدود أدى إلى عرقلة التجارة والأنشطة الشعبية المختلفة.
وتضرر الشعب النوبي الذي يعيش في البلدين و يشترك في التاريخ والثقافة والحضارة وتأثر تأثراً بالغاً من الاجراءات المصرية بالإضافة للتمييز العنصري الذي يعانيه في مصر.
ومازالت السودان تسعى لاسترداد أراضيها المحتلة من مصر.
دائما ما تعتقد مصر بأن تطورها لن يكون إلا على حساب السودانيين والقادة المصريون يعتقدون بأن مصر لن تتقدم دون الإضرار بالسودان وإنهاكه، إنها نظرة سيئة لجار شقيق.
في ستينيات القرن الماضي تعمد المصريون بناء السد العالي بالقرب من الحدود السودانية وكان الغرض هو نقل اكثر من 200،000 نسمة يعيشون في منطقة بحيرة ناصر إلى منطقة أبعد وقد تحقق ذلك فمصر لا تنظر للسودان كدولة ذات سيادة وعداؤها للسودان لم ينته عند هذا الحد.
بل استمرت سياسة الحكومة المصرية تجاه السودان و المنبثقة من مفهوم “ان مصر لن تستفيد من سودان قوي يعمه الأمن والسلام” حتى عهد عبدالفتاح السيسي فقد عملوا على تقويض وحدة السودان وتفتيته من الداخل فهم يقدمون الأسلحة والحماية الديبلوماسية والتدريب العسكري للمتمردين في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وخارجياً تدفع مصر السودان إلى حرب لا هوادة فيها مع أثيوبيا.
جهود القاهرة لتصعيد النزاع الحدودي الإثيوبي السوداني : المؤامرة وطبيعتها وصاحبها والغرض منها
نزاع إثيوبيا الحدودي عمره 100 عام والنزاعات بين المليشيات والمزارعين شائعة أيضاً ولا يوجد جديد في شكل هذا النزاع ليدفع البلدان للدخول في حرب مفتوحة ولكن إذا قلنا لماذا تطور النزاع هذه المرة واستفحل؟ نجد الحقيقة التالية وهي أن السودان في الوقت الراهن يحكمه المصريون فالحكومة الانتقالية السودانية يقودها المجلس العسكري الذي تعهد بحماية المصالح المصرية وذلك مقابل الدعم الذي يحظى به من مصر بالإضافة إلى دول كالامارات والسعودية لذا فإن هذا الفصيل في السودان يضع المصالح المصرية نصب عينيه وبمعنى آخر هو حصان طروادة لمصر تدفعه في الاتجاه الذي تريد.
ومن أمثلة هذا التوجه نحو الاهتمام بمصالح مصر وحلفائها الزج بأكثر من 10،000 جندي للقتال في اليمن فهو يفعل ما يطلب منه وكذلك الصراع الحدودي الأخير مع أثيوبيا فقد كان المصريون العقل المدبر له وهدفه تدمير وجود إثيوبيا إن أمكن من خلال زعزعة الاستقرار أو التشويش على أجواء السلام وخلق التوترات أو إدخالها في أزمة طويلة الأمد.
هذه أوهام مصرية قديمة ويبدو ان الانقسام الحالي للقوى السودانية وعدم الاستقرار الداخلي في إثيوبيا قد فتح هذا الباب بشكل مؤقت.
ومن المهم تحديد مكامن الخلل ودراسته بهدوء وحذر شديدين لمعالجته فالحكومة المصرية تعمل الآن على خلق إثيوبيا وسودان “دول منابع” منهكتان أكثر من أي وقت مضى.
وهنا أود التذكير بأن هناك حقيقة يعلمها المصريون ولكنهم لا يريدون تصديقها وهي أن العلاقة بين إثيوبيا والسودان تقوم على حسن الجوار وهذه حقيقة وليست مجرد شعار أو كلام على ورق بل هي حقيقة ماثلة أمامنا على مختلف النواحي الحياتية فالشعبان مرتبطان منذ آلاف السنين ثقافياً ودينياً وحضارة ونسباً فأساس العلاقة بين الدول هو صداقة الشعوب.
Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *