توماس سي ماونتن: إثيوبيا تواجه حملة ممنهجة للتدخل في شئونها الداخلية


أديس أبابا، 22/12/2021 (والتا) ـ قال الصحفي والمؤرخ توماس سي ماونتن، الذي درس القضايا الأفريقية مع تخصص في القرن الأفريقي على مدار الأربعين عامًا الماضية: أن إثيوبيا تواجه حملة ممنهجة من قبل بعض الدول الغربية للتدخل في شئونها الداخلية تحت ذريعة حقوق الإنسان.

وأشار الصحفي والمؤرخ في مقابلة حصرية له مع وكالة الانباء الاثيوبية إلى أن الهدف من الضغط المستمر على إثيوبيا من قبل بعض الدول الغربية هو السيطرة على إفريقيا والقرن الأفريقي، والحفاظ على الفوائد الاستراتيجية، و ليس الاهتمام بحقوق الإنسان.

وأضاف، أن إثيوبيا كانت تاريخيا شريكة قوية للولايات المتحدة في القرن الأفريقي.

وقال إن الدول الغربية الأخرى لديها استثمارات مباشرة في إفريقيا أكبر بكثير من الولايات المتحدة، مضيفا أن الأمر بالنسبة للولايات المتحدة مسألة استراتيجية مهمة والسيطرة على باب المندب أمر استراتيجي بالغ الأهمية للولايات المتحدة.

وبحسب قوله، فقد استخدمت الولايات المتحدة إثيوبيا للسيطرة على باب المندب لسنوات عديدة، ولكن مع انتهاء الجبهة الشعبية لتحرير تغري الإرهابية هيمنتها السياسية على البلاد في الوقت الراهن فقدت السيطرة على باب المندب.

وأردف المؤرخ قائلا: لن تكون أمريكا بعد الآن القوة الاقتصادية الكبيرة كما كانت في السابق.

وأشار المؤرخ، الذي كان يدرس التاريخ الأفريقي منذ حوالي 40 عاما، إلى أن إفريقيا كانت تحت سيطرة المستعمرين الجدد.

وذكر أنهم وضعوا الجبهة التحرير الشعبية لتحرير تغراي تحت قيادة ملس زيناوي ثم حولوا إثيوبيا إلى مستعمرة جديدة للغرب من خلالها.

ولكن في عام 2018، اندلعت الثورة السلمية في إثيوبيا واضطرت الجبهة الشعبية لتحرير تغراي إلى الانسحاب إلى إقليم تغراي وكان ذلك نهاية للاستعمار الحديث في إثيوبيا.

وأضاف، “أن الغرب قلق للغاية بشأن الاتجاه الذي تسلكه إثيوبيا، لأنها أصبحت مستقلة حقا من خلال قطعها الاستعمار الحديث”.

والآن الإثيوبيون يقولون للغرب “لا للمزيد”، الأمر الذي أشعر بعض الدول الغربية بالخوف حقا لأنه إذا رفضت الحكومات الأفريقية، فلن يتمكن الاتحاد الأوروبي وجميع شركات التعدين الكبرى من القدوم إلى أفريقيا.

ولفت ماونتن، إلى أن رئيس الوزراء أبي أحمد يدفع إثيوبيا نحو الاستقلال الحقيقي ومجتمع جديد.

وشدد على أن إثيوبيا هي واحدة من أكبر وأقوى الدول في إفريقيا مع أكثر من 100 مليون شخص وأصبحت نموذجا يحتذى به لأفريقيا في الدفاع عن التدخل الأجنبي الذي لا يمكن للولايات المتحدة والدول الغربية تجاهله.
Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *