البروفيسور محمد حبيب يشدد على ضرورة تعزيز العلاقات الاقتصادية بين إثيوبيا والعالم العربي


أديس أبابا، 13/6/2022 (والتا) ـ شدد الباحث البروفيسور محمد حبيب، أستاذ القانون الدولي والعلاقات في جامعة أديس أبابا، على ضرورة زيادة تعزيزالعلاقات الدبلوماسية القائمة بين إثيوبيا والعالم العربي من أجل المنفعة الاقتصادية المتبادلة.

ووفقا للبروفيسور محمد حبيب، يتعين على الجانبين تصحيح المنظور السلبي والسرد الإعلامي غير المفيد وعدم تسييس القضايا وتحليل العلاقات بينهما بطريقة واقعية ومتوازنة للبناء على الارتباط الاجتماعي القائم منذ فترة طويلة والعلاقات الدبلوماسية طويلة الأمد والعلاقة الضخمة بين الشعبين من أجل روابط اقتصادية أفضل ذات منفعة متبادلة.

أشار البروفيسور محمد إلى أن “العلاقة بين إثيوبيا والعالم العربي تحتاج إلى تحليل بطريقة أكثر واقعية وأكثر توازنا”.

ولفت البروفيسور محمد أيضا إلى أن إثيوبيا والعديد من الدول العربية أقامت علاقات دبلوماسية طويلة الأمد وعلاقات بين الشعوب، بما في ذلك العلاقات الاجتماعية المباشرة والروابط الأسرية بسبب الهجرات التاريخية والحالية من كلا الجانبين.

وعلى حد قوله: “العلاقات الدبلوماسية لإثيوبيا مع العديد من الدول العربية قديمة، وقد استمرت إثيوبيا على مدار الخمسين عاما الماضية في الاعتراف بالدولة الجديدة متى تم تشكيلها، وكانت الدول العربية متطلعة للغاية إلى الأمام لإقامة علاقات دبلوماسية مع إثيوبيا”.

وأوضح أن هذا يدل على أن إثيوبيا والعديد من الدول العربية تحافظ على الاحترام تجاه بعضها البعض.

وأوضح البروفيسور محمد، أن العلاقات بين الشعوب والعلاقات الاجتماعية مع الدول العربية أكبر منها في البلدان الأخرى لأن إثيوبيا هي الدولة الإفريقية الوحيدة التي لم تستعمر وليس لديها علاقة مباشرة مع البلدان الناطقة بالإنجليزية أو الفرنكوفونية.

وقال محمد إن العلاقات الشاملة الحالية تحتاج إلى مبادرات تعزيزية لتكون بمثابة نقطة انطلاق لتعزيز العلاقات الاقتصادية للعلاقات متبادلة المنفعة.

وأكد أن الاستثمار والعلاقة الاقتصادية مهمان للغاية في هذه اللحظة، ولكن العلاقات الاقتصادية تحتاج إلى تعزيز بشيء آخر.

وأشار إلى أنه يمكن للدول أن تتخذ العديد من المبادرات من أجل الخير ولتحسين علاقاتها، مضيفا أن بدء علاقات جيدة في قطاع الرياضة أو استضافة مؤتمر بين إثيوبيا والدول العربية على سبيل المثال وتحسين المحتوى الإعلامي يمكن أن يسهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية، بما في ذلك التجارة والاستثمار، وفقا لوكالة الأنباء الإثيوبية.

إثيوبيا هي الدولة الإفريقية الوحيدة التي كانت تربطها علاقات وثيقة وتجاذبات مع كل الأديان السماوية أي اليهودية والمسيحية والإسلام وهذا وحده ما جعل منها بلدا فريدا من نوعه.

بناء على طلب من النبي محمد صلى الله عليه وسلم وترحيبا من الإمبراطور المسيحي آنذاك.

ومن الملفت للنظر أن توطيد العلاقة التاريخية بين العالم العربي والإسلامي من جهة وإثيوبيا من جهة أخرى حصل عن طريق دولة إثيوبية مسيحية وسلمية ومستقرة نسبيا وموحدة وكانت كريمة بما يكفي لتكون ملجأ آمنا لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وبعض أفراد أسرته.

من المعروف تاريخيا أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه بالهجرة من مكة وعبور البحر الأحمر لإيجاد ملاذ آمن في المملكة المسيحية الإثيوبية المجاورة هربا من الظلم والاضطهاد، وكان ذلك في سنة 615 بعد الميلاد.

ونتيجة لذلك يمكن وصف العلاقات الإثيوبية مع العالم العربي بشكل عام والإسلام بشكل خاص بالفريدة من نوعها والمبشرة.

وفي الخلاصة فلا إثيوبيا ولا العالم العربي استفادا من الإمكانيات الهائلة ومن الروابط الاقتصادية والتجارية التي تجمع الدول خصوصا تلك الدول التي لحمت بينها الجغرافيا وربط بينها التاريخ والثقافة وعندها تكامل من شأنه أن يعود بالنفع المتبادل على شعوب المنطقة على المدى البعيد.

وإن ما لا ينبغي أن يحدث هو هذا التأخر في تحقيق منافع كبيرة وفوائد متأسسة على الاحترام المتبادل وتحقيق نتائج دبلوماسية واقتصادية وتجارية وعلاقات أخرى نابعة من التطورات الخاصة بكل جانب من الجانبين بوصفها كيانات اجتماعية واقتصادية وثقافية متميزة بدل أن تبدو معادية لبعضها البعض، بحسب مؤسسة فانا الإعلامية.
Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *