“من المطر إلى الحصاد: الرحلة الروحية لإيريتشا”

يحتفل شعب أورومو في إثيوبيا بعيد إيريتشا، وهو مهرجان شكر نابض بالحياة يمثل نهاية موسم الأمطار وبداية الحصاد. ومثل العديد من الاحتفالات التقليدية في أفريقيا، يعكس عيد إيريتشا القيم الروحية العميقة والامتنان والوئام المجتمعي. إنه وقت يجتمع فيه شعب أورومو لتقديم الشكر إلى واكا (الله) على نعمة المطر والأرض الخصبة وصحة الماشية والأهم من ذلك السلام.
يقام المهرجان سنويًا على ضفاف الأنهار (إيريتشا ميلكا) أو قمم التلال (إيريتشا تولو). يسير المشاركون، مرتدين الملابس البيضاء التقليدية، إلى النهر أو البحيرة، حاملين العشب الأخضر الطازج ويغنون أغاني التسبيح والشكر. بقيادة زعماء روحيين مثل القالوس وأبا جاداس، يؤدون طقوسًا تربطهم بأسلافهم والدورة الطبيعية للحياة. تعبر الأغاني والرقصات عن الفرح والوحدة واحترام الخالق.
إن مهرجان إيريتشا ليس مجرد حدث ثقافي. فهو بمثابة منصة للسلام والوحدة، حيث تُقام الصلوات من أجل رفاهية المجتمعات. وهو أيضًا وقت للتجديد، حيث يرحب الأورومو بموسم الحصاد الجديد بتفاؤل. ويستمر مهرجان إيريتشا لهذا العام، الذي يُعقد على أمل حصاد وفير، في جذب اهتمام علماء الأنثروبولوجيا وعلماء الاجتماع والمؤرخين في جميع أنحاء العالم.
ومع تزايد أهمية مهرجان إيريتشا، فإنه لا يساهم فقط في النسيج الاجتماعي لشعب الأورومو بل وأيضًا في صناعة السياحة في إثيوبيا. إن توثيق هذا التراث الثقافي والحفاظ عليه أمر حيوي للأجيال القادمة، مما يضمن بقاء مهرجان إيريتشا رمزًا للوحدة والفخر الثقافي والمرونة.
كما أن المعرض التجاري الذي يضم الأزياء الثقافية الأورومية والموسيقى التقليدية والترفيه يثري الاحتفالات بشكل أكبر. وتسلط قيم المهرجان المتمثلة في السلام والحب والمسؤولية الاجتماعية الضوء على أهميته ليس فقط للأورومو ولكن لجميع الإثيوبيين، مما يجعله حجر الزاوية للهوية الثقافية للأمة.
بقلم: عادل عبدالعزيز
Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *