إريتريا تجدد التزامها بتعزيز المشاركة البناءة مع إثيوبيا


أديس أبابا، 12/1/2022 (والتا) ـ قال الرئيس الإريتري، اساياس أفورقي، إن إريتريا ليس لديها خيار سوى تعزيز مشاركتها البناءة؛ لأن التطورات في إثيوبيا لها تداعيات إيجابية على إريتريا.

جاء ذلك في مقابلته الأخيرة مع تلفزيون إريتريا “ERI”، حيث قال الرئيس بأنه على الرغم من رغبة الجانبين والتزامهما بالمشاركة البناءة إلا أنه لم يتم تهدئة مخاوف إريتريا بسبب كمية المعلومات الهائلة حول استعداد جبهة تحرير تيغراي للحرب.

وفي إشارة منه إلى الإصلاح الشامل الذي دام لمدة أكثر من ثلاث سنوات في إثيوبيا، قال اساياس إن ذلك قد جلب الأمل لإثيوبيا وبقية دول القرن الأفريقي، إلا أنه ومع ذلك ، فإن جبهة التحرير الشعبية لتحرير تيغراي الإرهابية ـ بموافقة ضمنية من رعاتها ـ كرست جهودا حثيثة لدحر هذا الإصلاح، وبناء عليه فقد كانت منغمسة في الاستعدادات العسكرية المكثفة.

وفي حديثه عن الهجوم المفاجئ الذي شنته الجبهة الشعبية لتحرير تيغري في 3 نوفمبر 2020، أشار إلى أنه لا يمكن لأحد أن يتوقع مثل هذه المغامرة العسكرية ، لكن المجموعة الإرهابية تعمل بهدفين، أولاها للإطاحة بالحكومة الفيدرالية الإثيوبية، والأخرى مهاجمة إريتريا.

“علاوة على ذلك، اكتشفنا لاحقا، أن الجبهة الشعبية لتحرير تيغري خططت لضرب أكثر من 100 هدف رئيسي في إريتريا لإحداث دمار واسع النطاق.”

كما أشار الرئيس إلى أنه: “بعد هجوم جبهة التحرير الشعبية لتحرير تيغراي، كان علينا توفير ملاذ لبعض الوحدات في القيادة الشمالية التي قاومت الهجوم الأولي، وكان رد فعلنا عملا تلقائيا من أعمال الدفاع المشروع عن النفس”

ووفقا لإساياس، فإن سوء التقدير الفادح لجبهة تحرير تيغراي لشن الهجوم ـ الناشئ عن سيطرتها المهيمنة على قوات الدفاع الوطني الإثيوبية “ENDF” خلال 27 عاما بالقوة الاحتكارية ـ لم ينجح كما كان متوقعا في الأشهر الأولى من الصراع.

وذكر كذلك أن الإرهابيين في جبهة التحرير الشعبية لتحرير تيغري قد ارتكبوا في وقت لاحق حملة عسكرية متهورة أخرى عندما غامروا بدخول ولايتي أمهرة وعفار، وسيطروا على ديسي وكومبولتشا، وتفاخروا مسبقا بالسيطرة على أديس أبابا ـ ولم يحدث ذلك ـ “لكن الهزيمة التي واجهتها لاحقا كانت متوقعة من منظور التحليل العسكري الموضوعي.”

وفيما يتعلق بالدعوة للتفاوض، قال إن القضية الحاسمة الآن هي ما إذا كان هناك احتمال حقيقي للبحث عن الذات من قبل TPLF ورعاتها، مضيفا إلى أن التباهي بـ”المفاوضات” كأجندة تكتيكية لن تخدم مصلحة السلام والاستقرار الإقليميين.

وفي إشارة إلى الموقف التاريخي الشاذ للجبهة الشعبية لتحرير تيغري وسياستها الثنائية التي تتأرجح من احتكار السلطة إلى تأسيس “تيغراي المستقلة”، قال الرئيس إن هذا ظل سببا للصراع والفوضى على مدى العقود الماضية بصرف النظر عن إضفاء الطابع المؤسسي العرقي في إثيوبيا.

وفيما يتعلق ببعض القوى الغربية التي كانت تشجع الاستقطاب العرقي لجبهة التحرير الشعبية لتحرير تيغري، قال إنهم يدعون إلى ذلك بما يتناسب مع أجندتهم للسيطرة من خلال جهات فاعلة مرنة في مختلف مجالات النفوذ، وقد دعمت هذه القوى تقليديا مثل هذه السياسات الكارثية.
Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *