مباحثات سعودية صينية لتسعير بعض الصادرات النفطية إلى الصين باليوان


أديس أبابا، 19/3/2022 (والتا) ـ تجري الرياض وبكين مباحثات من أجل تسعير بعض الصادرات السعودية النفطية إلى الصين باليوان، بحسب صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، ويمثل ذلك خطوة ثورية في الاقتصاد العالمي إن تم تنفيذها، كما أنه قد يشكل زعزعة لمكانة الدولار كعملة رئيسية في تسعير البترول، ما قد يثير اعتراض واشنطن.

تعتبر الصين حاليا الشريك التجاري الأول للسعودية، بالرغم من أن العلاقات الدبلوماسية كانت مقطوعة بين البلدين لفترة طويلة.

وقد شكلت زيارة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، إلى الصين في 2017، نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين باعتبارها أول زيارة رسمية لعاهل سعودي إلى بكين، وجاءت عقب زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ للرياض في 2016.

وعلى هامش زيارة الملك سلمان لبكين، وقع الطرفان اتفاقيات بأكثر من 65 مليار دولار، بينها إنشاء مصنع صيني للطائرات من دون طيار بالسعودية، بعد رفض الولايات المتحدة تزويد الرياض بهذه التكنولوجيا، بحسب صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.

وفي نفس العام، وافق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على مساعدة السعودية على بناء برنامجها النووي السلمي، حتى لا تلجأ إلى دولة أخرى، لكن المفاوضات انهارت بعد أن رفضت السعودية أن “تكون طرفا في أي اتفاق من شأنه أن يحرمها من إمكانية أن تتولى بنفسها تخصيب اليورانيوم”، وفق وكالة رويترز البريطانية.

كانت الصين البديل الجاهز للتعامل مع التصلب الأمريكي، حيث شرعت السعودية عام 2020، في تشييد منشأة نووية سلمية بمساعدة الصين، بحسب “وول ستريت جورنال”.

وفي ديسمبر/ كانون الأول 2021، كشفت صور أقمار اصطناعية وتقييمات استخبارية أمريكية أن السعودية “بنت منشآت لتصنيع الصواريخ الباليستية بمساعدة الصين”، بحسب شبكة “سي أن أن”، الأمريكية.

قفز التبادل التجاري بين السعودية والصين من 3 مليارات دولار في عام 2000، إلى 67 مليار دولار في 2020، أي أنه تضاعف أكثر من 22 مرة خلال عقدين.

تعد الصين الشريك التجاري الأول للسعودية تليها الولايات المتحدة، بينما تمثل السعودية أكبر شريك للصين في غرب آسيا وشمال إفريقيا.

تمكنت السعودية خلال هذه السنوات القليلة من أن تصبح المصدر الأول للنفط إلى الصين، متفوقة على روسيا، الجارة الشمالية والشريك الاستراتيجي لبكين.

إذ صدرت السعودية ما معدله 1.8 مليون برميل يوميا في نوفمبر/تشرين الأول 2021، متراجعة عن معدل 2.06 مليون برميل يوميا في نوفمبر 2020، ومع ذلك حافظت على تقدمها على روسيا التي بلغت صادراتها إلى الصين 1.67 مليون برميل يوميا بشكل مستقر.

هذه الكميات الهامة من الصادرات النفطية السعودية للصين، جعل الميزان التجاري لصالح الرياض بـ11 مليار دولار، حيث صدرت للصين 39 مليار دولار، واستوردت منها 28 مليار دولار في 2020، بحسب بيانات موقع “ITC Trade”.

حجم التبادل التجاري بين السعودية والصين أكبر بكثير من نظيره مع الولايات المتحدة، التي تعتبر شريك استراتيجي للرياض.

إذ بلغ التبادل التجاري بين السعودية والولايات المتحدة 37 مليار دولار، منها 24 مليار دولار صادرات المملكة إلى الولايات المتحدة مقابل واردات بقيمة 13 مليار دولار، في 2018، بحسب المصدر السابق ذكره.

هذه الأرقام تعكس كيف تمكنت الصين من تعزيز علاقاتها مع السعودية خلال الثلاثين عاما الأخيرة من بوابة التعاون التجاري والعسكري، متجاوزة بذلك الولايات المتحدة، التي استغلت بكين طريقة تعاملها مع الرياض لملء المساحات الشاغرة التي تركتها واشنطن في أكبر دولة خليجية.
Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *