كرم الأغنياء وإيثار الفقراء.. تنافس قبلي في موريتانيا لدعم المقاومة بغزة

أديس أبابا، 15/07/ 2024 (أديس والتا) – رغم أن مؤشرات التنمية لا تمنح موريتانيا رتبا متقدمة في العالم العربي والإسلامي، بل هي مصنفة دائما ضمن الدول الفقيرة، فإنها احتلت رتبة متقدمة في مضمار التبرع لغزة وسكانها منذ اندلاع العدوان عليها قبل أزيد من 9 أشهر.
ففي مؤشرات دعم المقاومة تحتل موريتانيا الرتبة الثالثة بعد دول ذات ثراء رسمي وشعبي، لكن موريتانيا تحتل الرتبة الأولى من حيث نوعية الدعم وإبداعية التنافس القبلي، وفق تعبير مبعوث منسقية القبائل الموريتانية الداعمة لغزة الشيخ أحمد بن خيران الحسني.
ولا يبدو هذا الموقف جديدا على الموريتانيين، إلا من حيث زاوية التنسيق وحجم الدعم الذي وصل لحد الآن قرابة 10 ملايين دولار، وهو ما يناهز 4 مليارات أوقية موريتانية.
ورغم أن هذا الدعم القبلي هو الأوسع في تاريخ البلاد، والأكثر انتشارا وتنافسية، فإنه يتأسس على تاريخ طويل من دعم القضية الفلسطينية، بدأ منذ استقلال البلاد سنة 1960، ونضالها من أجل اعتراف عربي بها، وهو مالم يتحقق قبل سنة 1974.
ووصل الأمر بالرئيس الموريتاني الأسبق المختار ولد داداه حد قطع علاقات بلاده بالولايات المتحدة بعد حرب النكسة عام 1967، بينما كان لجواز السفر الموريتاني دور خاص في تسهيل حركة قادة كبار من منظمة التحرير الفلسطينية.
وخلال تلك الفترة أسهم ضباط فلسطينيون بدور مهم في تطوير جهاز الشرطة الموريتانية، ومن أبرز العناصر التي عملت في موريتانيا اللواء جبريل الرجوب الذي كان ضابطا متعاونا مع إدارة الأمن في موريتانيا خلال ثمانينيات القرن المنصرم.
10 ملايين دولار من 12 قبيلة
استطاعت مجموعة من القبائل الموريتانية جمع تبرعات وصلت إلى حوالي 10 ملايين دولار، في مبادرة فريدة من نوعها في العالم العربي، ويرى مبعوث منسقية القبائل الموريتانية الداعمة لغزة الشيخ أحمد بن خيران، أن هذه المبادرات تتأسس على “عمق الوعي السياسي في موريتانيا، ومركزية كبيرة للقضية الفلسطينية، التي تتقاطع فيها المواقف والرؤى والتيارات الفكرية، ويجمع الموريتانيون عليها بأطيافهم المختلفة، وباجتماع هذين المعطيين، يكون الدعم الشعبي الموريتاني مسألة متوقعة، عزز منها تدفق المعلومات، وحجم ما كشفت عنه المجازر الإسرائيلية من عدوان فظيع.
المصدر : الجزيرة
Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *