الولايات المتحدة تعيق رحلة محاولة الوصول إلى السلام في إثيوبيا

بقلم فانويل جيتانا، أستاذ/ جمال بشير أحمد، يارد تيلاهون، إندالكاشيو أيو، وداغناتشو توماس

إن المعاناة التي عانى منها الإثيوبيون في تيغراي وأمهرة وعفر ثقيلة على أذهاننا.

بينما نمضي حياتنا الطبيعية هنا في الولايات المتحدة، من السهل جدا أن ننسى عشرات الآلاف من القتلى أو الجرحى أو النازحين في الصراع المستمر منذ 10 أشهر.

بينما نشعر بالقلق بشأن القهوة التي نشتريها في الصباح، يستيقظ الإثيوبيون المحاصرون في الصراع وهم يتساءلون عما إذا كانت قريتهم ستتعرض للهجوم وعما إذا ما كانوا سيبقون على قيد الحياة، إنه لأمر مفجع.

أصبحت الكنائس أماكن لحزن الناس وتفكيرهم العميق، لقد شهدنا في كنائسنا الكثير من الألم والقلق منذ بدء الصراع.

لقد فقد العديد من أتباعنا أحباءهم، ومع عدم وجود علامة على انتهاء الصراع، نخشى أن يقع المزيد، وكما هو الحال دائما في الحرب، يكون المدنيون هم الضحايا ولا ذنب لهم بخلاف تواجدهم في المكان الخطأ والوقت الخطأ.

إن تاريخ إثيوبيا الحديث معقد للغاية، وتتطلب التحديات متعددة الأوجه التي تواجهها البلاد فهما دقيقا، لا سيما التطورات السياسية التي شهدتها السنوات الثلاثين الماضية.

سيطرت جبهة تحرير شعب تيغراي الإرهابية على تلك العقود الثلاثة، والتي انخرطت في سياسة “فرّق تسد”، حيث حرضت المجموعات العرقية ضد بعضها، وشرعت في زرع الانقسام والشقاق بين الجماعات الدينية المختلفة.

كما اختلست قيادتها الأموال العامة، وانتهكت حقوق الإنسان، وسجنت الصحفيين وزعماء أحزاب المعارضة.

عندما وصل أبي أحمد إلى السلطة وأصبح رئيسا للوزراء في عام 2018، تخلت جبهة تحرير تيغراي الإرهابية عن موقعها المتميز ورفضت إجراء حوار سلمي لتسوية الخلافات مع الحكومة الفيدرالية.

ثم هاجم التنظيم في الرابع من نوفمبر من عام 2020، القيادة الشمالية لقوات الدفاع الوطني الإثيوبية، مما أدى إلى اندلاع الصراع الحالي.

لقد أبدت الولايات المتحدة اهتماما كبيرا بالموقف، لكننا نخشى أن هذا الاهتمام لا يفهم تماما السياق الذي حددناه للتو.

انتقدت الولايات المتحدة بشدة حكومة إثيوبيا بينما كانت متعاطفة علانية مع جبهة تحرير تيغراي الإرهابية.

تصاعدت أعمال العنف في المحافظات المجاورة وأسفرت عن مقتل مدنيين، وتدمير منازل في أمهرة وعفر.

وفي يونيو، اتخذت حكومة أبي خطوة إيجابية نحو السلام، حيث أعلنت وقف إطلاق النار من جانبها، للسماح بتدفق المساعدات الإنسانية للمدنيين وتمكين المزارعين من الزراعة لضمان محصول ناجح خلال موسم الأمطار، وقد وصفت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي الإرهابية هذه المبادرة بأنها “طرفة معلولة”.

نحن كقادة دينيين، نعي تماما معنى الدخول إلى الساحة السياسية، نعلم جيدا أن هناك وجهات نظر وآراء متنوعة حول الصراع داخل مجتمع الشتات الإثيوبي وخارجه.

لكن خطاب الحكومة والجبهة الشعبية لتحرير تيغراي الإرهابية شيء، والعدوان شيء آخر، ومن الواضح أن الجبهة هي المسؤولة عن ارتكاب الفظائع على طول الطريق.

يجب على جميع الأطراف ضمان وصول المساعدات والموارد إلى المدنيين المعرضين للخطر في تيغراي وأمهرة وعفر،لكننا نشعر أن هذا يمكن حدوثه فقط إذا وجد السلام، وكقادة للمعتقدات الدينية، فإننا ندعو لذلك دائما.

إننا نشعر بقلق بالغ إزاء احتلال الجبهة الشعبية لتحرير تيغري للاليبيلا في منطقة أمهرة، والتي تضم الكنائس التاريخية الصخرية المسجلة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.

هذه المواقع هي جزء من هويتنا كأمة وكجزء من الإبداع البشري، ويجب تبجيلها والحفاظ على سلامتها، ونعتقد أن اليونسكو يجب عليها أن تسعى لحماية هذه المواقع بكل الطرق الممكنة.

نناشد الحكومة الأمريكية بالاعتراف وتقدير نتيجة الانتخابات الأخيرة في إثيوبيا، التي تم الاعتراف بنزاهتها من قبل أطراف ثالثة دولية، وبالأخص الاتحاد الأفريقي.

علاوة على ذلك، يجب على الولايات المتحدة استخدام كل وسائل الضغط لإجبار جماعة TPLF على العودة إلى تيغراي وإنهاء تمردها.

سيؤدي انهيار إثيوبيا إلى دخول حقبة من الموت والنزوح وأمراء الحرب وعدم الاستقرار، وسيكون ذلك بمثابة كارثة بالنسبة لإثيوبيا والمنطقة وإفريقيا عامة، كما سيشكل تحديا كبيرا للأمن القومي للولايات المتحدة.

كقادة للمجتمعات الدينية الإثيوبية في الولايات المتحدة ، نناشد الرئيس جو بايدن وحكومته إعادة النظر في موقفهم السياسي الحالي، والدخول في فترة بناءة أكثر مع الحكومة الإثيوبية، وإذا كانت تؤيد طرفا معينا، فيجب على الولايات المتحدة أن تختار الديمقراطية على الاستبداد، والسلام على الصراع.

فانويل جيتانه، هو رئيس أساقفة أبرشية واشنطن العاصمة وفيرجينيا وماريلاند وديلاوير، الأستاذ جمال بشير، إمام في مؤسسة سلام.
يارد تيلاهون، مبشر ونائب رئيس زمالة الكنائس الإنجيلية الإثيوبية، إندالكاشيو أيو، هو كبير القساوسة في الكنيسة الإنجيلية فور كورنرز الإثيوبية، وداغناتشو توماس هو نائب رئيس الكنيسة الكاثوليكية الإثيوبية بأمريكا الشمالية.

ـ المصدر: washingtonexaminer.
Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *