كيف تتنبّأ الخوارزميات بسلوكنا؟

 

أديس أبابا، 03/13/ 2024 (أديس والتا) ـ هل حدث أن اقترح عليك إنستغرام أو فيسبوك إعلاناً لشيء فكّرت فيه للتوّ؟ فكّرت فيه فقط، ولم تبحث عنه على الإنترنت على الإطلاق؟

تتكرر هذه الحادثة مع مستخدمين كثر، وتثير لديهم “رعباً” من كون تلك المنصّات باتت كأنها قادرة على قراءة أفكارهم، لكن الأمر ليس غريباً تماماً، وليس عصياً على التفسير.

قد يعود ذلك إلى ما يُسمّى بـ”الفائض السلوكي” الذي يُستخرج غالباً من “قمامة” بياناتنا على الإنترنت، هذه البيانات التي نظنّها ضائعة أو غير موظّفة، هي في الواقع “دجاجة تبيض ذهباً” بالنسبة للمنصّات التجارية التي تتعلّم بواسطتها، مرّةً بعد أخرى، كيف تستهدفنا بشكلٍ أفضل.

ماذا نعني بـ”الفائض السلوكي”؟

عندما تتفاعل مع فيسبوك، على سبيل المثال، عن طريق الإعجاب بالمنشورات أو التعليق أو مشاركة المحتوى أو حتى مجرد مرورك على الصفحة الرئيسية للتطبيق، فإن المنصّة تجمع باستمرار بيانات عن سلوكك وتفضيلاتك.

تستخدم هذه البيانات بواسطة الخوارزميات لإنشاء ملف تعريف مفصّل عنك، بما في ذلك اهتماماتك وعاداتك وعلاقاتك وأمور أخرى، يمكن للمعلنين والجهات الخارجية الأخرى بعد ذلك الدفع لفيسبوك لاستهدافك بإعلانات مخصّصة بناء على هذه المعلومات، مما يزيد من احتمالية تفاعلك مع محتواهم.

بهذه الطريقة، يولد فيسبوك “فائضاً سلوكيّاً” باستخدام الخوارزميات لاستخراج بيانات قيّمة من تفاعلاتك، وتحقيق الدخل منها عن طريق بيع مساحة إعلانية تستهدفك شخصياً.

هذه العملية هي ما تشير إليه الأكاديمية والباحثة الأمريكية شوشانا زوبوف على أنها تسليع البيانات السلوكية في تحليلها لما تسمّيه بـ”رأسمالية المراقبة”.

تقول زوبوف إن البيانات الشخصية التي ننشرها كل يوم (منشور على فيسبوك وإعجاب على إنستغرام وبحث على غوغل…) تمثّل فائضاً سلوكياً تدرسه كتيبة من الخوارزميات التنبؤية.

وبات تحت تصرّف تلك الخوارزميات ملايين البيانات الشخصية التي تمكّنها من توقّع تصرّفاتنا ورغباتنا وتأطيرها وفقاً لما يناسب المعلنين؛ لذلك فإن عمالقة الويب مثل غوغل وآبل وميتا وأمازون ومايكروسوفت، أصبحوا “مرتزقة الشخصية” أي أنهم يرتزقون على التجربة الفردية لكلٍّ منّا، بحسب تعبير زوبوف.

ـ المصدر: بي بي سي عربي.
Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *